الجمعة مايو 09, 2014 11:14 pm | |
عضو نشيط
بيانات اضافيه [+] | الجنس : عدد المساهمات : 1531 نقاط : 1681 العمل/الترفيه : الرسم تعاليق : هدا المنتدى رائع اححببته كثييرا
|
|
|
| موضوع: عندما يكتئب الرجال
عندما يكتئب الرجال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عندما تكتئب المرأة قد تحزن أو تبكي وربما تأكل.. وقد تثور أو تثرثر وقد تتكلم أو تصمت لكنها تعود أو تتعود.. ولكن عندما يكتئب الرجال لا يبكون ولكنهم يغضبون, يحزنون وربما ينسحبون, ولأننا نعيش في مجتمعات تتوقع الكثير من الرجل وتطلب منه ما لا يقوى عليه سوبرمان, وتربيه على أنه وحده السيد والعائل وصاحب المال والظهر والسند والقوى الشجاع والبطل المغوار, فمن الطبيعى أن يكتئب الرجال فحتى سوبرمان لا يقوي علي هذه الأشياء.قد نتفق أو نختلف حول وضع المرأة في المجتمع والمعاناة التى تعيشها لكن هل من المعقول أن يكون الرجل جانيا علي طول الخط والمرأة هى المجني عليها أم انه يتعرض لضغوط أقوى وأشد يتحملها لأنه الرجل, وينكرها كى لا يتهم بالضعف وينهار في النهاية لينعكس اكتئابه علي كل من حوله أسرته وأبنائه ونفسه..بالرغم من أن الاكتئاب أكثر شيوعا بين النساء لدرجة أن أطباء علم النفس يصفونه بالمرض الناعم لأن نسبة إصابة النساء به حوالى ثلاثة أضعاف الرجال إلا أن اكتئاب الرجل أكثر خطورة وتدميرا فالرجل المكتئب يصبح خطرا على نفسه وعلى الآخرين. وتؤكد الدراسات أن نسبة التفكير فى الانتحار أضعافه بين الرجال المكتئبين عن النساء اللاتي يعانين منه، كما أن الاكتئاب مرتبط ارتباطا وثيقا بالتدخين والإدمان، ولأن مجتمعاتنا الشرقية لا تتقبل فكرة الانتحار بسهولة لأنه محرم شرعا لذلك فالبديل هو .الإدمان والمخدرات..أو العنف ضد المرأة.. أو الانسحاب نهائيا من الحياة.وما بين اكتئاب الرجل واكتئاب المرأة فارق كبير.. فالمرأة بفضل تكوينها البيولوجى أكثر مرونة وأكثر قابلية للشفاء من الاكتئاب فهى مبرمجه لتكون أكثر مناعة في مواجهة هذه الحالة من الرجال.. كما أن المرأة أكثر ميلا للبوح والفضفضة وأكثر جرأة وقدرة فى التعبير عن مشاعرها وأحزانها ولا تجد حرجا فى البكاء والنحيب كما تشاء ومن الطبيعي أن نسمع سيدة تصف نفسها بأنها مكتئبة، أما الرجال وبالرغم أننا أصبحنا نسمع كثيرا هذه الأيام عن رجال مكتئبين وأصبحت كلمة متداولة لكنها حديثة فالأصل أن الرجال لا يكتئبون ولم يكن رجال الأجيال السابقة لديهم ترف الكلمة فكلمة مكتئب لم تكن تأتى إلا على لسان السيدات وربما لنفس السبب انتشرت حفلات الزار فى المجتمعات السابقة كطقس نسائى أما الرجال فاكتئابهم عيب وغير مسموح به.ولهذا ربما يتعامل المجتمع بتجاهل مع فكرة اكتئاب الرجل والنظرة الاجتماعية للمرأة المكتئبة تختلف كثيرا عن الرجل المكتئب فهو إن كان أمرا مقبولا من المرأة فى إطار» دلع» البنات والنساء وأنها «ست» فى النهاية وأي شئ مقبول منها فإن الرجل يجب ألا يكتئب أبدا..ويختلف اكتئاب الرجل من حيث الشكل والتعبير عن اكتئاب المرأة, كما يوضح د.محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر, فبينما تعمل المرأة على إخراج كآبتها من الباطن إلى العلن عبر الحديث الصريح أو الصراخ أو الشكوى، يميل الرجل إلى الانطواء على ذاته، ويحبس مشاعره، ويتصنع التعابير العادية، فيما هو يعيش عالماً ذاتياً كئيباً وقاتماً. وبالطبع فنحن لا نرى الاكتئاب ذاته، وإنما نرى بصماته على سلوك المرء، ولذلك فإن تشخيص إصابة الرجل بالكآبة يتأخر في العادة إلى مراحل متقدمة، وكلما أخفى الرجل العوارض الظاهرية للكآبة، تظهر أعراض أخرى قد لا يكتشف مغزاها إلا المحيطون به».طبعا.. تتفق النساء علي أن الرجل هو أصل الشرور وسبب اكتئاب المرأة اليوم وغدا وحتي قيام الساعة لكن... لماذا لا يكون الرجل مظلوما أكثر من المرأة ولماذا لا يكون ضحية أوهام الرجولة التي ينفخ فيها المجتمع ليل نهار.. فالمجتمع ينتظر منه كل شئ فهو القوي الشجاع الذى لا يبكي ولا يشتكي وعليه حماية بيته والإنفاق عليه، وهو مسئول عن حماية الشرف والعرض ومطلوب منه أن يتبوأ دائما مكانة بارزة وان يكون في الصدارة, ناجحا ومتفوقا ولابد ان يعمل ليعول عائلته ومطلوب منه أن يكون عاقلا وحكيما حاملا لاسم العائلة وشرفها وعليه تنعقد الآمال في تحقيق أحلام أسرته وتشريفها وعليه أن يكون مسئولا عن كل كبيرة وصغيرة. ويتربي الولد علي أنه لابد أن يكون شجاعا ولا يسمح لأحد بالتعرض له ومن العيب أن يبكي بل عليه أن يظهر الجلد دائما ويكون مستعدا للتعامل مع أي موقف وبالتأكيد فكل هذا المطالب لا يستطيع أن يحققها ولا حتي سوبرمان نفسه فليس مسموحا له بالتعبير عن مشاعره.ولماذا لا تكون محاولات الرجل السيطرة علي المرأة وتكميمها هي محاولة للهروب من فشل الرجل نفسه والمداراة علي العجز الذى أصاب روحه لأنه لم يستطع أن يكون النموذج المتوقع. في مجتمعاتنا نربي الولد ليظهر دائما بشخصية الخشن الصلب عريض المنكبين, البطل المغوار الذي لا يشق له غبار تعول عليه المرأة أكثر من اللازم ولا تغفر له أى تقاعس وتتوقع منه شاعرية قيس وجبروت عنترة وحكمة لقمان. والرجل الشرقي محمل بإرث السنين كما يقول د.محمد المهدي وأسير مفاهيم مغلوطة تخلط بين الرجولة والفحولة وبالتالي فليس من حقه أن يشعر بالفتور أو التراخي في العلاقة الحميمية لأن في ذلك تشكيك مباشر في كينونته ورجولته وأي خلل أو اختلال حتي في المزاج أو شعور بتوعك نفسي معناه أن هذا الرجل مشكوك فيه، وهو علي ذلك مطلوب منه أن يكون عنتر زمانه وجاهز لإثبات رجولته طوال الوقت، وهو ضغط رهيب علي الرجل. في الوقت نفسه هو محاط بكل الضغوط الصحية والأمراض والأعباء النفسية التي تؤثر بالطبع علي قوته ولكنه غير مسموح له بالتعبير أو الشكوي أو حتي الاعتراف بالأمر فرجولته تعني فحولته وكل ذلك ينعكس في صورة عنف وضغط علي الرجل وتثبت دراسة حديثة أن 50% من الرجال في العالم العربي يعانون من مشاكل جنسية متنوعة أي أن نصف رجالنا يعانون من إحساس بالعجز أو علي الأقل لديهم شكوك في ذلك ويحاولون إثبات العكس، وهذه الضغوط ربما تكون -من زاوية نظر ما- اقوى من الضغوط التي تتعرض لها المرأة وهذه الضغوط تنتج عنها أمراض منها قمع المرأة وازدرائها وقد يكون من بينها أيضا الاكتئاب وربما يكون اكتئاب الرجل مدمرا فإذا شعرت المرأة بالاكتئاب ثرثرت أو بكت أو حتي ابتعدت قليلا عن الحياة لكنها سرعان ما تعود لكن الرجل الذي يدخل في نفق الاكتئاب يدخل بطيئا ويخرج بطيئا..والرجال أيضا في مرحلة تالية من الاكتئاب يصبحون أكثر إقبالا علي الانتحار فنسبتهم ثلاثة أضعاف النساء كما أن نسبة نجاحهم في الانتحار أكبر كثيرا من النساء، فالمرأة عادة ما تحاول الانتحار أكثر من مرة لكنها قليلا ما تنتحر فعلا لأنها «تحاول» فقط، أما الرجل الذي يفكر في الانتحار فهو ينفذه بالفعل.المؤسف أيضا أن الرجال الذين يكتئبون قد يتوجهون رأسا إلي الإفراط في التدخين والإدمان والكحوليات فيدمرون أنفسهم ومن حولهم وهو ما لا تفعله النساء وعلي ذلك فان اكتئاب الرجل أكثر خطورة لأنه يدمر حياة كل من حوله ويحول البيت إلي جحيم وقد يظهر في صورة عنف ضد الزوجة والأطفال أو في صورة خلافات وشجار في الشوارع وربما أمراض اجتماعية.. الموضوع الأصلي : عندما يكتئب الرجال المصدر : عالم العرب الكاتب:نايلية
| | |