الأحد أغسطس 24, 2014 1:08 am | |
عضو جديد
بيانات اضافيه [+] | الجنس : عدد المساهمات : 29 نقاط : 44 العمل/الترفيه : طالبة
|
|
|
| موضوع: إذا كانت الملائكة لا تقرب جيفة الكافر فكيف ستسأله في القبر ؟
إذا كانت الملائكة لا تقرب جيفة الكافر فكيف ستسأله في القبر ؟إذا كانت الملائكة لا تقرب جيفة الكافر فكيف ستسأله في القبر ؟ لقد أشرتم في إحدى فتواكم رقم (6533) إلى هذا الحديث : عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ ( وهو الرجل المتلطّخ بطيب فيه زعفران لما في ذلك من الرّعونة والتشبّه بالنساء : فيض القدير 3/325 ) وَالْجُنُبُ إِلا أَنْ يَتَوَضَّأَ " رواه أبو داود (4180) ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3522) . وقد شاركت فتواكم مع آخرين لكي أنوه إلى أهمية الغسل ، لكن سألني أحدهم "إذا كانت الملائكة لا تقترب من جيفة الكافر ، فكيف ستسأله الملائكة في القبر؟ وإذا حان أجل الجنب الآن ، هل يذهب إليه ملك الموت؟ " فهل بوسعكم رجاءً توضيح هذا الأمر فأنا على يقين من وجود سياق لهذا الحديث وأن هناك توضيح له؟ وأنا في انتظار ردكم بفارغ الصبر . الجواب : الحمد لله فقد روى أبو داود (4180) عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمْ الْمَلَائِكَةُ : جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ وَالْجُنُبُ إِلَّا أَنْ يَتَوَضَّأَ ) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" . والمراد من الحديث أن ملائكة الرحمة لا تقرب هؤلاء بتنزل بركة أو رحمة عليهم ؛ لأنهم ليسوا أهلا لهذا الفضل ، والمراد التنفير من فعلهم وما هم عليه من الحال الموجب لانصراف ملائكة الرحمة عنهم ، يؤيده رواية البيهقي لهذا الحديث في "سننه" (9241) وفيه : ( ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِخَيْرٍ ... ) الحديث وأخرجه الطبراني ، ولفظه : ( إن الملائكة لا تحضر جنازة كافر بخير ، ولا جنباً حتى يغتسل أو يتوضأ وضوءه للصلاة ، ولا متضمخاً بصفرة ) . "فتح الباري" لابن رجب (1 /360) . فيفيد قوله ( بخير ) في هاتين الروايتين ، أن المراد ملائكة الرحمة الذين يحصل بقدومهم الخير. أما ملائكة الموت والكتبة الحفظة فإنهم لا يدخلون في هذا الحديث ، وكذا ملائكة العذاب والملائكة الذين يسألون العبد في قبره ونحوهم لا يشملهم الحديث . قال المناوي رحمه الله : " ( ثلاثة لا تقربهم الملائكة ) أي : الملائكة النازلون بالبركة والرحمة ، والطائفون على العباد للزيارة واستماع الذكر وأضرابهم ، لا الكَتَبة ؛ فإنهم لا يفارقون المكلفين طرفة عين في شيء من أحوالهم الحسنة والسيئة ، ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) " انتهى من "فيض القدير" (3 /428) ، وانظر : "مرقاة المفاتيح" (2/384) . وقال الخطابي رحمه الله في شرحه لحديث ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب ) – وهو حديث ضعيف – قال : " قوله لا تدخل الملائكة بيتا يريد الملائكة الذين ينزلون بالبركة والرحمة دون الملائكة الذين هم الحفظة فإنهم لا يفارقون الجنب وغير الجنب" انتهى من "معالم السنن" (1/75) ، وقرر نحوه البغوي في "شرح السنة" (2/37) . وروى البخاري (3322) ومسلم (2106) عَنْ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ ) . قال النووي رحمه الله : " قَالَ الْعُلَمَاء : سَبَب اِمْتِنَاعهمْ مِنْ بَيْتٍ فِيهِ صُورَة كَوْنهَا مَعْصِيَة فَاحِشَة , وَفِيهَا مُضَاهَاة لِخَلْقِ اللَّه تَعَالَى , وَبَعْضهَا فِي صُورَة مَا يَعْبُد مِنْ دُون اللَّه تَعَالَى ، وَسَبَب اِمْتِنَاعهمْ مِنْ بَيْت فِيهِ كَلْب لِكَثْرَةِ أَكْله النَّجَاسَات ... فَعُوقِبَ مُتَّخِذهَا بِحِرْمَانِهِ دُخُول الْمَلَائِكَة بَيْته , وَصَلَاتهَا فِيهِ, وَاسْتِغْفَارهَا لَهُ , وَتَبْرِيكهَا عَلَيْهِ وَفِي بَيْته , وَدَفْعهَا أَذًى لِلشَّيْطَانِ ، وَأَمَّا هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة الَّذِينَ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ كَلْب أَوْ صُورَة فَهُمْ مَلَائِكَة يَطُوفُونَ بِالرَّحْمَةِ وَالتَّبْرِيك وَالِاسْتِغْفَار , وَأَمَّا الْحَفَظَة فَيَدْخُلُونَ فِي كُلّ بَيْت , وَلَا يُفَارِقُونَ بَنِي آدَم فِي كُلّ حَال , لِأَنَّهُمْ مَأْمُورُونَ بِإِحْصَاءِ أَعْمَالهمْ , وَكِتَابَتهَا " انتهى من " شرح مسلم " ( 7/207 ) . فتبين أنه لا إشكال في الحديث ، إذا فهمناه على ما قرره أهل العلم في شرحه ، من أن الحديث فيه نوع عقوبة لمن فعل ذلك ، بأن تجتنب ملائكة الرحمة والبركة مجلسه . وهذا كله على تقدير ثبوت الحديث وصحته ، وهو اختيار الشيخ الألباني رحمه الله ، وعليه اعتماد الجواب المذكور في الموقع سابقا . وأما على ما ذهب إليه غير واحد من أهل العلم بالعلل إلى أن الحديث ضعيف الإسناد ، معلول بالانقطاع بين الصحابي ، عمار بن ياسر رضي الله عنه ، والراوي عنه : يحي بن يعمر ، فإنه لم يسمع منه ، فقد زال لإشكال من أساسه . ينظر : مسند الإمام أحمد ، ط الرسالة (31/182) ، النافلة ، للشيخ أبي إسحاق الحويني ، رقم (149) . راجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (147161) . والله أعلم الموضوع الأصلي : إذا كانت الملائكة لا تقرب جيفة الكافر فكيف ستسأله في القبر ؟ المصدر : عالم العرب الكاتب:ツ Just Smile ツ
| | |