مقالة بطريقة المقارنة *
*قارن بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي*
- مقدمة
الإنسان في حياته اليومية تواجهه مواقف عدة لا يجد لها تفسيرا فتدفعه تلك
المواقف إلى البحث والتفسير والتقصي قصد إيجاد إجابات لمجمل التساؤلات التي
تحيره وفي رحلة بحثه عن الحقيقة نجده يتساءل فبدون السؤال يتعذر علينا الوصول
إلى الحقائق وبما أن مجالات الحياة متعددة فكذلك الأسئلة نجدا متعددة وهذا مايجعل
من السؤال نوعان السؤال العلمي والسؤال الفلسفي وقصد فهم الموضوع وإبرازه
أكثر يجدر بنا طرح المشكلة التالية والتي تتعلق بوجه عام حول السؤال العلمي
والسؤال الفلسفي وبالتحقيق علاقة السؤال العلمي بالفلسفي بعبارة أوضح ما جوهر
الاختلاف بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي ؟.
إذا ما ذهبنا إلى إبراز مواطن التشابه بين السؤال العلمي والفلسفي وجدنا هناك نوع
من التقارب والالتقاء في جملة من النقاط تتجلى في أن كلاهما سبيلان للمعرفة كما
أن كلاهما ينشئان من نشاط فكري متولد عن حاجة الإنسان للمعرفة وكما أن هما
ينصبان في اهتمامهما بالكون وفي نهاية كل واحد منهما إجابة نجدهما لا يصلان
إلى حقائق يقينية وصادقة صدقا مطلقا.
إن النظرة المعمقة والدقيقة تجعل من موضوعي السؤال العلمي والسؤال الفلسفي
تجعلنا نستوقف أنفسنا وقفة تدبر وإدراك ووعي على نقاط الاختلاف المتواجدة
بينهما حيث أن السؤال الفلسفي يتناول الناحية النظرية أي النظر العقلي المجرد
وتصبح بذلك دراسة كلية أما السؤال العلمي يتناول الكون من الناحية التطبيقية على
أساس الواقع العقلي الملموس القائم على التجربة بحيث تكون دراسته دراسة جزئية
وبهذا نقول أن السؤال الفلسفي يهتم بالعلل المعلولة أي العلل التي تعصى على الملاحظة ومن جهة أخرى فان الفلسفة برغم مجالها الميتافيزيقي إلا أنها تدرس الفيزيقا أي الطبيعة على عكس السؤال العلمي الذي يدرس الفيزيقا دون الميتافيزيقا أي ما وراء الطبيعة و أيضا نرى أن السؤال الفلسفي يقتضي عقلا تركيبيا بينما السؤال العلمي عقلا تحليليا كما أن السؤال الفلسفي لا ينتهي إلى نتائج قطعية بينما السؤال العلمي فانه يصل إلى نتائج قطعية واتفاق العقول من طبيعة السؤال العلمي ومن جهة أخرى نجد أن السؤال العلمي يعتمد على التقدير الكمي الرياضي بينما لغة السؤال الفلسفي لغة التساؤل اللانهائي في حين لغة السؤال العلمي لغة الإجابات الحاسمة القاطعة دون الإبحار في بحر التساؤلات .
إن طبيعة العلاقات بين السؤال العلمي والفلسفي هي علاقة تداخل وتكامل وظيفي بينهما بحيث أن السؤال العلمي عندما ينتهي السؤال الفلسفي والسؤال الفلسفي يبدأ عندما يصل السؤال العلمي إلى خط النهاية الذي يعتبر خط البداية بالنسبة للسؤال الفلسفي وهنا يقول هيغل"إن الفلسفة تظهر في المساء بعدما يكون قد ولد العلم في الفجر"وأيضا يقول لوألتيسور"لا يلاحظ وجود الفلسفة لا في عالم يحتوي على ما نسميه علما "ويقول أيضا "لكي تولد الفلسفة أو تجدد نشأتها لا بد من وجود العلوم"ومعنى هذا هو أنه لا مجال للتفريق بين السؤال العلمي والفلسفي بل هناك تبادل النصائح بينهما فكلما زادت الأسئلة زادت الأجوبة وأينما عجزت الفلسفة يتدخل العلم وأينما توقف تدخلت الفلسفة فالعلاقة هي علاقة انسجام وتناغم بينهما.
حقيقة هناك اختلاف بين السؤال الفلسفي والعلمي إلا أننا نجد خدمة متبادلة دون توقف مادام أن الفلسفة تسأل والعلم يجيب وهكذا نجد علاقة لا نهائية بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي.
***************************************
منقول
الموضوع الأصلي :
مقالة مقارنة بين السؤال الفلسفي و السؤال العلمي | نموذج 4 المصدر :
عالم العرب الكاتب:admin