المقالة التاريخية
ليست المقالة مجرد استعراض لجملة من المعلومات فقط بل هي كذلك أعمال للتفكير حول قضية معينة
بحيث لا يحاسب التلميذ على ما اختزنه في ذاكرته من معلومات فقط بل و كذلك على قدرته على ترتيب
المعلومات وتقييمها والمقارنة بينها واختيار الأنسب منها...وتشتمل المقالة على ثلاثة أجزاء : المقدمة
والتحليل أو العرض والخاتمة,
المقدمة : يجب تجنب ما يلي
- التراتيب اللغوية المبتذلة التي يراد منها ملء الفراغ لا غير مثل التأكيد على أهمية الموضوع بدون إبراز
مواطن تلك الأهمية.
-الانطلاق من تعريف ، في حين أن مكان أي تعريف هو التحليل
- الحل المسبق، وهو ما يفقد التحليل عنصر التشويق
في المقدمة يجب استخراج الإشكالية التي يتضمنها الموضوع المطروح (مثال: الثورة البلشيفية عام 1917 :
إشكالية هذا الموضوع هي التالية :لماذا نجحت الثورة البلشفيّة في روسيا في حين فشلت الثورة
السبارتاكية المعاصرة لها في ألمانيا؟
التحليل
توجد ثلاثة أنماط من المواضيع وهي :
أ- الموضوع - اللوحة ( أو الموضوع الإستعراضي) : مثال : تونس قبيل 1881، ألمانيا غداة الحرب العالمية
الأولى
ب - الموضوع - التطور، مثال : تونس بين الحربين العالميتين، الاتحاد السوفياتي بين 1907 و 1924
ج - الموضوع - الترجمة : مثال : لينين - هتلر - بورقيبة-مصطفى كمال - تؤكد هنا أن لكل نمط من هذه الأنماط
الثلاثة قوانينه الخاصة به.
1- الموضوع - اللوحة : المبدأ هنا هو الاقتصار على معالجة المسائل الهيكلية , أما المسائل الظرفية فهي
غير واردة بالمرة، وللتوضيح فإن المسائل الهيكلية هي الأشياء الثابتة نسبيا في الزمن . أما المسائل
الظرفية فهي الأشياء العابرة والعارضة مثال : تونس قبيل 1881. إن القول هنا بأن النظام السياسي كان
ملكيا مطلقا هو حقيقة هيكلية . أما الحديث عن إنجازات محمد الصادق باي فهذه مسائل ظرفية لا علاقة لها
بالموضوع.
ب - الموضوع - التطور : المبادىء التي تحكم التحليل هنا هي :
- معالجة المسائل الهيكلية والمسائل الظرفية معا.
- اعتماد التسلسل الزمني في رواية الأحداث والوقائع مع هيكلة التحليل حول الأحداث التي تمثل منعرجات
حاسمة في المدة الزمنية المدروسة. وغالبا ما يكون عدد هذه الأحداث الهامة محدودا مثال : الحركة الوطنية
التونسية بين الحربين العالميتين . يقع تقسيم التحليل إلى ثلاثة محاور : الحزب الحر الدستوري التونسي بين
1920 والحرب العالمية الثانية - الحركة النقابية العمالية المستقلة بين 1924 والحرب العالمية الثانية - الحزب
الحر الدستوري التونسي الجديد بين 1934 والحرب العالمية الثانية.
ج- الموضوع - الترجمة : تنطبق عليه مبادىء الموضوع - التطور على أساس أن حياة أي شخص ليست سوى
جملة من التطورات إلا أن المزلق الذي يجب تفاديه هنا هو عماد القياس البيولوجي، أي تقسيم التحليل إلى
فترات تخص الطفولة والشباب والكهولة والشيخوخة، لا نحتاج هنا إلى كبير عناء لاثبات عقم هذه الطريقة
لانه من الجائز ألا نعثر في طفولة شخص ما أو في شبابه على أشياء تستحق الذكر في حين تكون كهولته أو
شيخوخته مكتظة بالأحداث . فهل نقبل آنذاك بأن تكون فقرات التحليل متفاوتة فيما بينها من حيث الحجم؟ ان
الصواب هو هيكلة التحليل حول الحدث المميز في حياة ذلك الشخص . فإذا كان الرجل سياسيا فان الحدث
المميز يكون بالضرورة سياسيا مثال : لينين . يقع تقسيم التحليل الى محورين : لينين قبل 1917 على أساس
أن الحدث المميز في حياته هو وصوله الى السلطة السياسية على إثر الثورة البلشيفية ولينين بين 1917
تاريخ وصوله الى السلطة السياسية و1924 (تاريخ وفاته).
توصيات تتعلق بالتحليل :
- يوجد صنف من المواضيع يشق الأبعاد الثلاثة التي سرنا فيها هو الموضوع المقارنة لانه لا يشبه نمطا قائما
بذاته. ان الخطأ هنا هو تخصيص الجزء الأول من التحليل للطرف الاول في المقارنة والجزء الثاني للطرف
الثاني . أما الطريقتين الشائعتين لمعالجة هذا النوع من المواضيع فهما : تقسيم التحليل الى جزئين : نقاط
الاختلاف - نقاط التشابه أو نقاط القوة - نقاط الضعف.
- يستحب تطعيم التحليل باستشهادات ، لكن يشترط أن تكون هذه الاستشهادات محدودة العدد وقصيرة
ومعبرة وأمينة وغير مستلة بصفة تعسفية عن السياق الذي وردت فيه.
- ضرورة الانتقال التدريجي من فقرة الى أخرى وتجنب الصيغ المبتذلة مثل : وهكذا بعد أن انتهيتت من كذا
تمر الى كذا...
-العمل على أن تكون الفقرات المكونة لتحليل متقاربة من حيث الحجم.
- تجنب الإطالة لانها مجلبة للأخطاء من جهة ومدعاة إلى الملل بالنسبة للأستاذ من جهة ثانية .
- العمل على الكتابة بلغة سليمة
- الخاتمة :
الخاتمة : جزء لا يتجزأ من الموضوع ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة به و يستحسن أن تحتوي على
ثلاثة نقاط:
تلخيص ما جاء فى الموضوع:
الإجابة القطعية عن الإشكالية أو السؤال المطروح في المقدّمة.
فتح آفاق جديدة للموضوع. .
الموضوع الأصلي :
منهجية كتابة مقالة تاريخية المصدر :
عالم العرب الكاتب:admin