بسم الله الرحمن الرحيم
ورحمة الله وبركاته وبعـد
إن الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً نحمده على فضله ونعمه، ونحمده على هدايته لنا ومنه علينا بالطاعة والصحة.
ونصلى ونسلم على خير من خلق محمد بن عبداللهe ( اللهم أجعلنا رفقاءه بالجنة ومن قراء هذا البحث ومن أعاننا فيه ) وعلى آله وصحابته ومن أستن بسنته إلى يوم الدين .
أما بعـد
الإسلامالعظيمبنىأعظمحضارةشهدلهاالمنصفونمنالمسلمينوغير المسلمين،تلكالحضارةكانتقائمةعلىالتوحيدوالعدلوالمساواةوالتسامحوالتعاونوالرحمة عندماقامالمسلمونبنشرالإسلامودعوةغيرالمسلمين،ولكنلماتقاعسالمسلمونعنهذا الدورتأخروا،لذلكجاءهذاالبحثليشحذالهمممنجديدويدعوالمسلمينللقيامبواجبهمتجاه الأممبدعوتهمللإسلام
فقام على اثر ذلك ببناء المساجد ونشر الدعاة وأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد فبناء مسجد قباء ثم بناء المسجد النبوي الشريف وأسس الدعوة فكانت دعوته تنبع من على منبر المسجد .
وأيضاً قام المسجد بدوره في الدعوة إلى الله في سبل شتى عن طريق خطب الجمعة والمحاضرات والندوات والخاطرات.
فالمسجد في لغة موضع السجود، وشرعا كل ما أعد ليؤدي فيه المسلمون الصلوات الخمس جماعة،وقد يطلق على ما هو أعم من هذا فيدخل فيه ما يتخذه الإنسان في بيته ليصلي النافلةأو ليصلي فيه الفريضة عند وجود مانع شرعي يمنعه من أدائها جماعة في المسجد الذييقيم الناس فيه الجماعة، ومن ذلك ما رواه البخاري وغيره عن جابر قال: قال رسول اللهصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي، كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ صَلَّى حَيْثُ كَانَ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ بَيْنَ يَدَيْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ))
فإن المساجد بيوت الله تعالى فيها يتلى كلامه ، ويتعبد بالصلاة له ، والاعتكاف ، وطلب العلم ، وسائر العبادات ، قال سبحانه ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36
))
لذا وجبت حرمتها ، فلا يصلح فيها التلهي بشيءٍ من أغراض الدنيا ، قال صلى الله عليه وسلم :" إن هذه المساجد لا تصلح لشيءٍ من هذا البول والقذَر ، إنما هي لذكر الله ، والصلاة ، وقراءة القرآن "
ويكره فيها البيع والشراء ، قال صلى الله عليه وسلم :" إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك "
ويكره فيها إنشاد الضالة ، قال صلى الله عليه وسلم :" من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل : لا ردَّها الله عليك ، فإن المساجد لم تبنَ لهذا "
ولا يجوز للجنب والحائض المكث فيها ، قال سبحانه (يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا)
ويمكن أن تتبين أهمية المسجد في نشر الدعوة من خلال التالي:
توثيق صلة الناس بالله تبارك وتعالى، وتقوية إيمانهم وإسلامهم، وتعميق مفهوم العقيدة الصحيحة في نفوسهم، وتحذيرهم مما يضاد ذلك من الشرك بالله تبارك وتعالى، والخرافات، والشعوذة.
توضيح معاني العبادة الصحيحة، وما ينبغي أن تكون عليه من موافقة السنة سواء أكانت عبادة ظاهرة أم باطنه، مع التأكيد على الإحسان، ومراقبة الله تبارك وتعالى، وخشيته في السر والعلن.
تبليغ سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس، وما كان عليه من سيرة حميدة وأخلاق عالية رفيعة ليحذوا حذوه، وينهجوا نهجه قال الله تبارك وتعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
(نضَّر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلَّغه كما سمع، فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع)) ، وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(نضَّر الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه، فربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربَّ حامل فقه ليس بفقيه)).
إيضاح ما كان عليه سلف الأمة وعلماؤها ودعاتها من خير وتقى وصلاح، وكيف أنهم كانوا مصابيح الدجى، وما ينبغي من الاستنان والاقتداء بهديهم، والسير على نهجهم، كما يمكن إبراز تاريخ الأمة الإسلامية المجيد، وكيف كانوا في العلم والأخلاق، والحضارة والفضيلة، ومحاولة ربط حاضر هذه الأمة بماضيها المشرق المجيد.
كما يمكن لخطيب المسجد يوم الجمعة مناقشة ما يهم الناس معرفته، وما أشكل عليهم في حياتهم، وصعب فهمه عليهم، وتقديم الحلول لهم من الكتاب والسنة.
تقوية الصلة بين المسلمين، وإشاعة مفاهيم الإخاء والبذل والعطاء، وأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه جزء تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر))
كما لا يخفى ما للوعظ في المسجد من أهمية بالغة في ترقيق القلوب، وتحبيب النفوس للخير، وترهيبها من الشر والغواية والبدع، وتحذيرهم من الوقوع فيها وذلك بالأسلوب الحسن، وعدم الإطالة على الناس، وتخولهم بالموعظة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين قال الله تبارك وتعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
إنشاء حلق العلم في المسجد في مختلف العلوم الإسلامية، وتربية الناس على ذلك؛ وبخاصة الناشئة، وتعويد الصغار على ذلك، وتغذيتهم بالعلم وهم صغار؛ فيشبوا عليه ويحفظوه كباراً قال الله تبارك وتعالى:{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} وتشجيعهم على ذلك، وبذل كل ما يساعد على إنجاح هذه الحلقات، ودعمها مالياً ومعنوياً حتى تؤدي رسالتها العظيمة في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى، وتعليمه وتعلمه، وفي صحيح البخاري من حديث عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))
الموضوع الأصلي :
أهمية الدعوة في المساجد المصدر :
عالم العرب الكاتب:alo 3mran